U3F1ZWV6ZTI0NjY0MjE3MzIzNzVfRnJlZTE1NTYwMzIxMDIxNDE=

السياحة بالمنتزه الوطني للاطلس الكبير الشرقي واقع و افاق



السياحة بالمنتزه الوطني للاطلس الكبير الشرقي  
واقع و افاق

إذا كان القطاع السياحي يكتسي أهمية بالغة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي باعتباره مصدرا لجلب العملة الصعبة وقطاعا يوفر فرص التشغيل لعدد هام من السكان وتنعكس نتائجه على عدة قطاعات كالصناعة التقليدية والتجارة والخدمات والفلاحة، فمن الناحية الاجتماعية والسياسية فالسياحة تعتبر أداة فعالة للتعريف بحضارتنا وتراثنا وتاريخنا العريق دون إغفال الدور الفعال الذي يلعبه هذا القطاع في ربط أواصر التفاهم والثقة بين الأمم وبناء صرح علاقات الود والتآخي بين الشعوب.
والغريب في الأمر أن هذه السياسة تشمل مناطق دون الأخرى، ومن بين هذه المناطق التي تم إغفالها المنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي الذي يزخر بمؤهلات طبيعية، ثقافية، تاريخية، عمرانية...إلخ التي ستساهم لا محالة في التنمية الاقتصادية للساكنة، هذا المنتزه الذي لم يتم التعريف به كمحطة سياحية لدى المهتمين داخل وخارج الوطن.
I- المؤهلات السياحية للمنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي:
1- المؤهلات الطبيعية:
يعد المنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي من المنتزهات المجهولة لدى أغلب المهتمين بالسياحة داخليا وخارجيا، إذ ليست هناك استراتيجية واضحة للتعريف به رغم توفره على مؤهلات سياحية متنوعة ستجعله من المحطات السياحية التي يتهافت عليها السياح. ومن بين هذه المؤهلات نجد الطبيعية منها، فالزائر لهذه المنطقة ستغريه مناظر خلابة من غابات الأرز والبلوط الكثيفتين والمساعدتين على إقامة مخيمات سياحية، علاوة على وجود تضاريس متنوعة كالقمم العالية والتي يصل في بعض الأحيان إلى 3077 متر بجبل مسدريت، هذه القمم تكسوها الثلوج في فصل الشتاء وبداية الربيع، مما يجعلها متنفس لهواة الرياضات الثلجية، وفي فصل الصيف تغري هواة المغامرة لتسلقها، فهذه الأنشطة تمارس من طرف بعض الفرنسيين المقيمين بالمغرب والذين يعرفون المنطقة معرفة جيدة لذلك فهم ينظمون أنفسهم بأنفسهم. ويتيح المنتزه أيضا فرصة لمشاهدة بعض الحيوانات النادرة مثل الأروي (أدادن) بجبل فزاز وكذلك ممارسة رياضتي القنص والصيد المرخصين.

المنتزه كذلك يتوفر على ثروة مائية مهمة مثل الأنهار والمنابع، إلا أن ما يلفت أنظار السياح نجد بحيرتي إسلي وتسليت اللتان تعطيان للمنتزه طابعا سياحيا لا مثيل له، فما هي الخصائص الطبيعية لهاتين البحيرتين؟
"فبحيرة إسلي جزء من المجال الوظيفي لقبيلة أيت ابراهيم تقع على ارتفاع 2270 متر وهي بحيرة مغلقة تحيط بها مراعي خصبة" ومآوى عدة أنواع من الأسماك (لاتروي وأطوشطون) والطيور رغم قلتها مثل الغطاس والبط البري.
أما بحيرة تسليت فهي جزء من المجال الوظيفي لقبيلة أيت يعزة تقع على ارتفاع 2252 متر وهي بحيرة مفتوحة تقذف مياهها في واد أسيف ملول، فهي الأخرى مأوى لبعض الحيوانات والطيور.
2- المؤهلات الثقافية:
مما لاشك فيه أن معنى الثقافة يختلف من شخص لآخر لهذا سنركز على المعنى الأنتروبولوجي الذي يدرس مختلف المخلفات الرمزية والمادية لجماعة بشرية معينة، ولعل أهم ظاهرة ثقافية يمتاز بها المنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي هو موسم الخطوبة الذي يستقطب زوار من الداخل والخارج والذي ينظم لاستحضار أسطورة الزواج العشائري والمرتبط كذلك بالبحيرتين.
أ- أسطورة إسلي وتسليت:
إسلي وتسليت بحيرتين طبيعيتين موجودتان بالقرب من إملشيل، فالزائر لهاتين البحيرتين لابد أن يستحضر أسطورتهما والتي من خلالها أطلق اسم "إسلي" أي العريس على البحيرة الواقعة في المجال الوظيفي لقبيلة أيت براهيم، في حين أطلق اسم "تسليت" أي العروسة على البحيرة الواقعة في المجال الوظيفي لقبيلة أيت يعزة. ولعل نبش تاريخ المنطقة يؤكد لنا أن هناك عداوة بين القبيلتين (أيت يعزة وأيت براهيم) هذه العداوة وصلت إلى حد منع الزواج بين هاتين العشيرتين. لكن "العشق دفع فتى من أيت براهيم وفتاة من أيت يعزة بإلقاء أنفسهما في البحيرتين بسبب منع زواجهما، منذ ذلك الوقت أطلق اسمي "إسلي وتسليت" على البحيرتين بعد عملية الانتحار، وربما تحقق الحلم (الزواج) بالتهديد بالانتحار دون تنفيذه"
. أما الأسطورة الثانية التي من خلالها وجدت بحيرتي إسلي وتسليت هي أن القبيلتين منعت إتمام الزواج بين شابين متحابين، هذا المنع أدى بهما إلى كثرة البكاء، فدموع تسليت تسيل كمدا تغذي البحيرة التي تحمل اسمها لأن ضغائن القبيلة حالت دون لقاء حبيبها إسلي الذي تسقي البحيرة الكبيرة إسلي، إنها ملحمة روميو وجولييت الأمازيغية. هذا الحدث المؤثر جعل قبائل أيت حديدو وآلت على نفسها ألا تقف في وجه المحبين وأن تيسر لهم التلاقي من خلال زواج جماعي. وقد نظم الشاعر الأمازيغي عمر الطاوس قصيدة طويلة بعنوان "إملشيل" يسرد فيها تفاصيل هذه الأسطورة، ونحن هنا نورد بعض مقاطعه
- isli d tslit amanns imtawn
- n sin imran thayri ursukufen Izrfan
- winna ten ilan ujinasen ad mun ŝin
- ar allen swass run s yid am ineggan
- Ar allen yen akw imttawen aliy muthen
وتعريبه:
-         مياه بحيرات إسلي وتسليت عبارة عن دموع.
-         لاثنين عاشقين رفضا كل أعراف القبيلة.
-         لكن أهلهم لم يقبلوا هذا الحب.
-         فبكوا ليلا ونهارا حتى ماتوا.
ب- موسم الخطوبة:
تقع إملشيل في عمق الأطلس الكبير وفي تقاطع بين الأطلس الكبير الشرقي والغربي والأطلس الكبير والأطلس المتوسط. كل هذه العوامل جعلت هذه البلدة ملتقى لعوالم ومتحف حي للحياة الجبلية والثقافية الأمازيغية في صفائها وجمالها. وتعرف هذه المنطقة أيضا بعد فترة الحصاد تجمع قبائل أيت حديدو وفي موسم كبير يسمى أكدود ن سيدي احمد ألمغني، أو موسم الخطوبة كما هو معروف عند السلطات، عموما هذا الموسم يعتبر ملتقى لمختلف القبائل حيث تقتني ما تحتاج لفصل شتاء طويل الأمد، وتتبرك بزيارة الولي الصالح سيدي احمد ألمغني، علاوة على تنظيم زواج جماعي على غرار التقاليد الأمازيغية الراسخة القائمة على التعاون الجماعي.
هناك فئة كبيرة في المجتمع المغربي ينظرون إلى الموسم نظرة احتقار إذ يعتقدون أن المرأة في هذه المنطقة تباع وتشترى وأن من يريد الزواج بدون شروط فليتجه نحو إملشيل، هذا غير صحيح طبعا فإملشيل كغيرها من القرى الواقعة في الأطلس الكبير عامة والأطلس الكبير الشرقي خاصة كانت ولا تزال تعاني من التهميش والإقصاء، هذان الأخيران طالا طقوس الزواج بالمنطقة، إذ يتم الاتفاق بين الزوجين إلا أنه لا تتم كتابة عقد القران نظرا لغياب العدول مما يضطر الزوجين إلى انتظار حلول الموسم السنوي حيث يكون العدول حاضرين في خيمة كبيرة تقام لذلك الغرض. وأخيرا نشير إلى أن موسم الخطوبة قد تطور من تخليد تقليدي (استحضار أسطورة إسلي وتسليت) إلى تخليد عصري تشارك فرق دولية ووطنية بل استفادت طبقة جديدة من هذا المهرجان الذي أصبح يحمل اسم: مهرجان موسيقى الأعالي Festival de Musiques des cimes  الذي يعد بمثابة المروج السياحي للمنطقة.
3- مؤهلات أخرى:
يعد الزواج الشرط الأساسي لقيام أي تجمع بشري كيفما كان لأنه الضامن الوحيد لاستمرار النوع الإنساني، لذلك يحظى هذا الطقس بهالة من المعتقدات والأساطير طفحت على شكل عادات وتقاليد مختلفة من جماعة بشرية إلى أخرى حسب نظرتها للوجود. "ففي إملشيل تتميز طقوس الزواج بمجموعة معقدة من الإجراءات حيث تخرج العروس من بيت ذويها وتحين ليلة دخلتها فيحيط بها أبناء عمومتها الأشداء وقد تسلحوا بجريد النخيل الذي سوف يضرب به البغل المسكين مدة من الزمن إلى حين تمكن العريس وهو فوق البغل من الإمساك بلجام البغلة التي تمتطيها العروس، وفي مراسم أخرى يتشكل وفد من عشرة أفراد (خمس نساء وخمس رجال" الذي يتجه صوب منزل العروس ليقدموا لها الهدايا المكونة من الملابس والحلي وخروف سمين كامل الدسم لا عيب فيه، فضلا عن رغيف كبير من الخبز (أبادير ABADIR) الذي يصل قطره إلى متر ويتكون من 25 كيلوغرام من دقيق القمح (عادة الرجال هم الذين يتكلفون بعجنه) هذا الرغيف الذي يوزع على أفراد الأسرتين رمزا للمودة والتعارف".
أما في منطقة أيت عمر وترغيست فيقام عرس جماعي بعد فترة الحصاد ويحضره زوار على شكل مدعوين من مختلف مناطق المغرب بالإضافة إلى بعض السياح الذين تستهويهم السياحة الثقافية. وهناك كذلك عادات مرتبطة بطقوس الختان والعقيقة وما يرافقهما من أهازيج (أحيدوس، الغياطة، بوغانيم) وكلها أنشطة تساهم لا محالة في استقطاب السياح الأجانب والمغاربة في نفس الوقت.
ويتميز المنتزه كذلك بتنوع الزي والمتمثل في الملابس التقليدية العريقة المحافظة على أصالتها وحضورها في الحياة الاجتماعية رغم تقادم السنين والحقب والأزمان، فالملابس بهية بشكلها وألوانها المزركشة والتي نجد على رأسها "تابيزارت Tabizart وهي رداء صوفي يتضمن شريطا أسود متكرر حسب الهندسة القبلية". وقد تكون رداء صوفي يتضمن شريطا تتخلله نقوش يديوية يسمى بألقض Alqd كما هو الحال بالنسبة لقبائل أيت عمر (تونفيت). أما الحلي فهي ذات الصنع المحلي والهندسة الدقيقة وهي ذات قيمة سياحية إذ يقام لها مكان خاص بإملشيل أيام موسم الخطوبة وموجهة أساسا للسياح المهتمين بالثقافة الأمازيغية. كما لا يجب أن ننسى صناعة النسيج التقليدي المحلي التي تنتج منتوجات رائعة الدقة في الجمال والمنبثقة من عمق الثقافة السائدة وعلى رأسها الزربية المحلية وتسمى عند السكان المحليين بإحربل IHRBL. وأخيرا وبعيدا عن الثقافة لابد من إعطاء لمحة موجزة عن المشهد العمراني لمنطقة المنتزه التي تستقطب عدد من السياح الراغبين في نبش تاريخ المنطقة وهواة فن التصوير، فنجد انتشار قصور تقليدية طينية يرجع تاريخها إلى فترات تاريخية قديمة، و"بنايات تحمل شبكة من الثقوب التي كانت توظف من قبل القبائل لرصد العدو وتثبيت أفواه المدافع"
4- مؤهلات تاريخية:
تتمثل المعالم التاريخية داخل المنتزه في موقعة "تازيزاوت" التي خلدها سكان الأطلس الكبير الشرقي في مواجهتهم الاستعمار، فبعد السيطرة على مدينة "إيتزر" تطلعت القوات الفرنسية إلى منطقة "تونفيت" نظرا لما تحتله من موقع استراتيجي يمكن من مراقبة الأطلس الكبير من جهة والمتوسط من جهة أخرى، بالإضافة إلى منطقة تازيزاوت الجبلية نظرا لعدم تكافؤ موازن القوى، وهناك دار صراع كبير دام لأيام عديدة، زعامةسيدي المكي سليل زاوية سيدي علي أمهاوش، وفر الباقون إلى جبل بادو، وتكاد تجمع أغلب الروايات على أن المعركة قد انتهت يوم 28 غشت 1930 وحاليا تخلد ذكرى تازيزاوت كل سنة على شكل موسم وتتخلله طقوس دينية، وفنية، ويعرف هذا الموسم توافد كل القبائل التي شاركت في المعركة، وعدد كبير من قدماء المحاربين، وسياح وطنيين ودوليين، حيث يتم الترحم على الشهداء الذين لا تزال قبورهم شاهدة عليهم لحد الآن، كما تزخر هذه المنطقة بمؤهلات سياحية (أشجار الأرز الطويلة، الجبال الشامخة، والقمم الحادة) التي يمكن أن تثير إعجاب كل الزوار، وترجع بهم إلى أمجاد الماضي.

وقد قامت السلطات المسؤولة بمحاولة لتطوير هذا الموسم إلى مهرجان ونقله إلى سيدي يحيى أويوسف، إلا أن هذه المبادرة قد أجهضت لأسباب كثيرة، وعلى رأس هذه الأسباب، أن المنطقة ستفقد بعدها التاريخي.
II- البنيات التحتية السياحية داخل المنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي:
1-      الشبكة الطريقة:
تلعب طرق المواصلات دورا هاما في إنعاش النشاط الاقتصادي بصفة عامة والسياحي بصفة خاصة، فعبرها يستطيع السائح أن ينتقل بين أرجاء المنطقة التي يقيم بها، وهي غالبا ما تتحدد جولات سياحية، فالمنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي تربطه شبكة طرقية سواء كانت وطنية أو جهوية أو عبارة عن مسالك غير معبدة، لهذا فالمواصلات ليست حاجزا أمام السياح للوصول إلى المنتزه، خاصة الطرق الوطنية منها ففي الشرق نجد الطريق الوطنية الرابطة بين أزرو والراشيدية مرورا بالريش، هذه الأخيرة توجد بها طريق إقليمية تربط بين مركز الريش وإملشيل على مسافة 140 كلم مرورا بدوار أقديم الذي ينظم فيه سنويا موسم الخطوبة. أما من الجهة الغربية فنجد الطريق الوطنية الرابطة بين خنيفرة وقصبة تادلة، مع إمكانية المرور على المنتزه عبر الطريق الإقليمية الرابطة بين القصيبة وإملشيل مرورا بفج باب نوياد، أضف إمكانية الانطلاق من زايدة، بومية، وتونفيت مرورا بمناطق سياحية مهمة كالمحطة الهيدروغرافية "أنزار أفوناس" ومنظر جعفر مع إمكانية مشاهدة حيوانات نادرة مثل الأروي بترغيست. كما يتوفر المنتزه على مسالك طرقية تربط بين مختلف الدواوير إلا أنها صعبة الاختراق نظرا لصعوبة التضاريس الشيء الذي يثير رغبة بعض المغامرين بتحدي هذه الصعوبات بسيارتهم ذات الدفع الرباعي أو الدرجات النارية.
وسنحاول من خلال الخريطة التقريبية تبيان وضعية المنتزه الوطني من ناحية الشبكة الطريقة.

أ‌-      النقل السياحي:
من أهم وسائل النقل المستعملة والمعتمدة في النقل السياحي نجد نوع لوند روﭭير LAND ROVER، وتتوفر على حوالي 7 إلى 8 مقاعد، ويتوفر فندق تيمناي Timnay على أربع منها إضافة إلى شاحنة واحدة، كما تستعمل سيارات من نوع 4×4 (الدفع الرباعي) لنقل السياح وغالبا ما يكون هذا النوع في ملكية السياح خاصة الأجانب منهم.
ب‌-  الإرشاد السياحي:
الإرشاد السياحي بالمنتزه الوطني شبه منعدم باستثناء بعض المرشدين بإملشيل، أما باقي مناطق المنتزه الوطني فتعرف غياب المرشدين، لذلك فالسياح يستعينون بالسكان أو ببعض السلطات مثل المياه والغابات أو الدرك الملكي، دون أن ننسى استعانة السياح بالخرائط الطبوغرافية للمنطقة. ويعرف موسم إملشيل ظاهرة المرشدين المتطفلين الذين يصعب إحصاؤهم نتيجة ارتفاع عددهم، ويمتهنون هذه المهنة منذ سن مبكرة، ويرجع ذلك إلى عدم وجود قانون يتكفل بحماية المرشد السياحي الرسمي أثناء أدائه لوظيفته.
عموما فالمرشد السياحي بالمنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي سواء كان مرخص أو غير مرخص لا يمارس نشاطه إلا خلال المواسم السياحية (موسم الخطوبة) زد على ذلك أن الأفواج الوافدة إلى المنتزه غالبا ما يكونون مرفوقين بمرشد سياحي وطني من جهة أو "أفواج صغيرة تنظم رحلاتها ذاتيا مستعينين بالخرائط الطبوغرافية ويبيتون في فنادق موسمية أو عند السكان من جهة أخرى".
2-      الفـنـادق:
عندما نتحدث عن الفنادق لابد أن نذكر أن هناك فنادق مصنفة وغير مصنفة، فالمصنفة منها غالبا ما تتمركز بالمدن الكبرى المجاورة للمنتزه، من بينها مدينة الراشيدية، أرفود، ميدلت، خنيفرة، بني ملال، في حين نجد الفنادق غير المصنفة منتشرة بشكل غير متكافئ، إذ تستحوذ إملشيل على نسبة مهمة من هذه الفنادق ويرجع هذا إلى احتضان هذه البلدة لموسم سنوي يعتبر قبلة للسياح. ومن أهم هذه الفنادق نجد:
-         فندق إزلان الذي يتوفر على 16 غرفة و40 سرير.
-         فندق الأطلس الذي يحتوي على 4 غرف وحوالي 12 سرير.
-         فندق قصبة أدرار.
كما نجد فندق باعوش بتونفيت الذي يتوفر على 14 غرفة و28 سرير ويستضيف السياح الذين تستهويهم المناظر الخلابة الموجودة على طول الطريق الرابطة بين تونفيت وإملشيل.
ويتضح من خلال هذا السرد لوضعية الفنادق بالمنتزه يتبين لنا ضعف الطاقة الإيوائية للفنادق غير المصنفة، مما يزكي الطرح القائل بأن السياحة بالمنطقة هي نوع السياحة الراقية وبالإضافة إلى ذلك فإنه غالبا ما نجد أن عدد الأسِرة يضاعف عدد الغرف (إزلان – الأطلس) مما قد يطرح مشكلا عند وجود السائح بمفرده، كما يلاحظ أن هذه الفنادق تقوم فقط بدور الفندقة التقليدية أي توفير الأكل والسكن دون أخذ المفهوم الحديث لكلمة الفندقة والمتمثلة أساسا في إيجاد أنشطة أخرى وعلى رأسها عملية التنشيط خاصة في حالة تعدد السياح.
أما فيما يخص المساكن القروية أو المآوي القروية التي أقيمت لاستقبال السياح على طول المسالك الطرقية، فهي موجودة بكثرة إلا أنها غير مجهزة بما فيه الكفاية، فالسائح سواء كان مغربيا أو أجنبيا يضطر إلى المكوث في المسكن القروي أولا من أجل الراحة والأمن وثانيا من أجل اكتشاف عادات وتقاليد المنطقة. ومن بين هذه المآوي نجد:
-         مأوى تسليت بجانب بحيرة تسليت.
-         مأوى أيت ياف لمان بإملشيل.
-         مأوى أخيام بإملشيل.
-         مأوى أكدال.
-         مأوى بتازارين.
-         مأوى بتلمي.
-         مأوى حدو احساين بترغيست.
-         مأوى أهداوي بأنمزي.
هذه المآوي تختلف من منطقة لأخرى فمثلا المآوي الموجودة بإملشيل غالبا ما تعود إلى المرشدين السياحيين الذين لهم تجربة فيما يخص التخطيط واستقبال السياح، في حين المآوي الأخرى تعرف غياب للتخطيط وذات وظيفة محدودة وبالتالي غياب لتطوير المنتوج السياحي، كما يشتكي السياح من ظاهرة الرفع في الأثمان التي يطالب بها أصحاب المآوي (الرغبة في الربح السريع).
3-      التجهيزات:
من بين التجهيزات التي يحتاج إليها السائح بصفة ضرورية نجد الوقود هذا الأخير يوجد بصفة دائمة في الريش والراشيدية وميدلت وبصفة مضطربة بتونفيت وإملشيل، بالإضافة إلى الوقود فالدواوير تتوفر على دكاكين تقدم المواد الأساسية، زيادة على الأسواق الأسبوعية. أم فيما يخص شبكة الاتصالات فهي موجودة بإملشيل وتونفيت والريش علاوة على توفر الكهرباء وحاليا الأشغال جارية لتزويد قوى المنتزه بالطاقة الكهربائية.

هؤلاء السياح منهم من يفضلون التجوال منهم من يفضلون التجوال بحرية بسيارتهم الخاصة وآخرون يجتمعون قبل انطلاقهم إلى المغرب لكراء السيارات الخاصة من طرف الشركات المتخصصة. كما أن هناك نوع آخر من أصناف السياحة المتنقلة داخل المنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي إذ يستعملون وسائل النقل المحلية بالنسبة لتنقلهم في الطرق الغير المعبدة، وبعد ذلك يجب على الزائر أو السائح أن يخضع لإيقاع الأسواق المحلية في فترات التنقل بالشاحنات التي تنقل إما السلع أو الأشخاص أو هما معا.
أما السياحة السكنية فهي غير موجودة في منطقة المنتزه، نظرا للصعوبات التي تقف أمام هذا النوع من السياحة منها أنه لا يوجد في قسم المنتزه أي جمع أو نادي لاستقبال السياح لإقامة مدة أطول، ولا وجود لبقع أرض مناسبة للتخييم العائلي.
4-      إحصائيات زوار المنتزه:
تشكل قافلة عبور الأطلس Grand traverse de l’atlas حوالي 80 % من السياح القادمين إلى المنتزه، ويستحوذ مركب تيمناي Timnay  على نسبة مهمة من هؤلاء السياح وتصل إلى حوالي 30 % تقريبا بـ 2664 يوم (سنة 1994) كما يعرف مأوى تسليت منذ إنشائه تردد عدد كبير من السياح خاصة في فصل الصيف حيث تعرف المنطقة تنظيم موسم الخطوبة أو ما يسمى حاليا بمهرجان موسيقى الأعالي. عموما المنتزه يستقبل عددا من السياح رغم قلة عددها ويمكن توزيع هؤلاء السياح حسب الأقاليم التالية والتي تبينها الخطاطة أسفله
يتضح من خلال هذه الخطاطة أن الطريق الرابطة بين خنيفرة والمنتزه هي الأكثر استغلالا نظرا لسهولة المسالك الطرقية وقصر المسافة الرابطة بينهما على غرار الأقاليم الأخرى. عموما المنتزه الوطني رغم المشاكل التي يتخبط فيها (ضعف التجهيزات، الإشهار...) فإنه يستقطب عددا من السياح خاصة الأجانب منهم الذين يتحدون رداءة المسالك وذلك باستعانتهم بالسيارات ذات الدفع الرباعي (4×4) والدرجات النارية بالرغم من ارتفاع الكلفة المالية المخصصة لذلك.
III- مشاكل السياحة بالمنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي:
لقد تعددت المشاكل التي تعيشها السياحة بالمنزه الوطني بالرغم من توفر مؤهلات سياحية، ويمكن إجمال هذه المشاكل في ضعف التجهيزات من جهة والعزلة من جهة ثانية، فيما يخص التجهيزات والتي من دونها لا يمكن الحديث عن السياحة، فإنها تتمثل في ضعف شبكة المواصلات مما جعل المنطقة تعيش في عزلة ولعل ما يفسر هذه العزلة هو بعد المنطقة عن المراكز الحضرية بالدرجة الأولى ووجود المنزه خارج المحاور السياحية المعروفة. عموما فباقي المشاكل التي تعاني منها السياحة نوردها على الشكل التالي:
- شبكة طرقية ضعيفة.
-     ضعف على مستوى التجهيزات الفندقية.
- انعدام الاشهار .
-     اقتصار معظم الفنادق (غير المصنفة) على دور الفندقة التقليدية (الإطعام والسكن).
-     انتشار المرشدون السياحيون غير المرخص لهم الشيء الذي يؤدي إلى كثرتهم وبالتالي إزعاج السياح.
-     مشكل الباعة الذين يرفعون أثمنة المواد التي يحتاج إليها السياح مثل المياه المعدنية.
-     غياب تنظيم الزوار.
-     السكان المحليين غير معتادين على الاتصال مع الزوار الأجانب.
-     غياب الاستثمار السياحي بالمنتزه بسبب العزلة.
-     موسمية السياحة أي أنها مرتبطة فقط ببعض الأنشطة السنوية مثل موسم الخطوبة.
-     الخط الرابط بين تونفيت وإملشيل عبارة عن ممر سياحي رغم توفر مؤهلات سياحية ويرجع ذلك إلى غياب التجهيزات.
هذه بعض الإكراهات التي لازالت تقف في وجه السياحة داخل المنتزه، فالمؤهلات السياحية التي يزخر بها لوحدها لا يمكن أن تجذب السياح ولا أن تنمي القطاع بالمنطقة بل يبقى ذلك مرتبطا بمعطيات موضوعية أخرى تتعلق بإيجاد تجهيزات سياحية قادرة على استيعاب الزوار وفتح الطرقات وتحسين المسالك وتوسيع الطاقة الإيوائية بالنسبة لدور الإيواء الموجودة وتكوين مرشدين سياحيين، وتطوير أشكال من الإيواء عند الساكنة خصوصا بالمحور الطرقي: ترغيست – أنفكو بجماعة أنمزي (قيادة تونفيت) والذي يعبره العديد من هواة المغامرة والاستكشاف. ناهيك أيضا عن إقناع السكان المحليين للمشاركة والانخراط في مثل هذا النمط من الإنتاج. أمام كل هذا فقد بات من الضروري تنسيق جهود الفاعلين المعنيين بالقطاع السياحي من سلطات حكومية، منتجين، خواص ومنظمات غير حكومية مهتمة في أفق تعبيد الطرق أمام سياحة تحترم الطبيعة وتراعي خصوصيات السكان المحليين، مما سيسهم في تنويع الاقتصاد المحلي وسيخفف لا محالة من الضغط الذي يتعرض له المحيط البيئي بانتظام.
سليمان بويا و رشيد مبروك


Aucun commentaire
Enregistrer un commentaire

Enregistrer un commentaire

NomE-mailMessage

Rechercher dans ce blog