فضاء "المو ن لحنا" بتونفيت ذاكرة الفرجة الجميلة

لمحة عن طقوس الاستمطار" تلغنجا" بقبيلة تسراولين

في مثل هذه الأوقات التي تعرف جفافا و شحا في الأمطار، اعتادت قبيلة تسراولين على طقوس استمطار تتشابه فيها مع مناطق أخرى في المغرب و عموم شمال إفريقيا. و الجميل في هذه الطقوس أنها لا تنتظر الضوء الأخضر من سلطة ما (المخزن)، ببل يستشعر الصغار تذمر الكبار فينطلقون في جماعة عفوية يرددون " a telghnja asy urwan nm s ignna gher i rbi anzar أو ddigh yad ar agmmad in ghas anzar ayid iruran بعد ذلك تعقد جماعة القبيلة اجتماعا بضرورة تنظيم طقوس الاستمطار التي تسمى في هذه القبيلة: aber-chichid . حيث تتكون الجماعة كما هو معروف من فخذات القبيلة الأربعة أيت بي، أيت أوسو، أيت عني، أيت ستي.  كما يتم تعيين أربع نساء مرضعات  بالضرورة ( tinna issengin) كل واحدة عن فخذة لإعداد الوجبة.  بعد ذلك يتم تكليف الصغار بالطواف على منازل القرية لجمع المساهمات التي تكون من الزيت، والدقيق، والسمن، ليومين على الأكثر، ويرددون تلك الأغاني و التضرعات السابقة حاملين عودين  يربط الثاني بالأول بخيط على شكل صليب ، ويلبسونه سلهاما صغيرا لطفل يتيم و على رأسه يضعون بعض العشب الأخضر، ومن حين إلى آخر يبللون العشب في ماء العين أو الساقية فيرشون زملاءهم ومن تجرأ على قول a7 أأأححح نتيجة سقوط قطرات الماء عليه يتم ربطه وتكثيفه وتركه في المكان ومواصلة المسير بدونه،  تجمع المساهمات بإشراف النساء الأربعة، ويقمن بإعداد وجبة كسكس في مكان منبسط و نظيف في أرجاء القرية، فيجتمع الأطفال منذ الساعات الأولى لمساعدت النساء في إيقاد النار و جلب الماء من العيون  في انتظار و تعطش لأكل الكسكس، بعد الانتهاء من طهي الوجبة، تأخذ المكلفاتات أنصبة العجزة من النساء و الرجال الأرامل و الفقراء، و يتكلفن بإصاله إلى منازلهم، يتحلق الصغار في حلقات بعدد معين حسب كثرتهم أو قلتهم وتوضع أماهم قصع الكسكس فتتخاطفه الأيدي الصغيرة، ويكون ذلك في جو تعبدي فكاهي. بعد الانتهاء تغسل الأواني و يتفرق الصغار بعد ملء بطونهم، ولا تستفيد النساء الأربعة من أي أجر مادي مقابل الأتعاب اللهم ما يتبقى من الكسكس و الزيت و السمن يقمن بتوزيعه بشكل عادل فيما بينهن.

.ربما سنعود لتوضيح الدلالا الأنثروبولوجية لهذا الطقس المتجذر في ثقافتنا الأمازيغية.

ذ لحسن زروال