U3F1ZWV6ZTI0NjY0MjE3MzIzNzVfRnJlZTE1NTYwMzIxMDIxNDE=

أروي أو تيس (أودادن)المنتزه الاطلس الكبير الشرقي


أروي أو تيس (أودادن)المنتزه الاطلس الكبير الشرقي

الأروي أو التيس من الناحية المورفـلوجية فهو حيوان ثديي مجتر استمد اسمه من شعره الطويل (زغبه الطويل) الذي يغطي حويصلاته وصدره، وحوافره الأمامية، فهذا الحيوان حينما يكون بالغا يكون كبيرا وقويا، ويتراوح طوله ما بين 130 و190 سنتمتر، وعلوه في الغالب يتذبذب من 90 إلى 100 سنتمتر، ووزنه يصل ما بين 50 إلى 150 كيلوغرام، جسمه القوي والمتجمع يتيح له قدرة كقفاز، ومتسلق وكعداء الجبال، فحركته رشيقة، حادة سريعة، وأمنية، فالحيوان غير صبور للركض في السهول. اللون السائد لردائه هو الأشقر- الأسمر، أعلى جسمه والواجهة الداخلية للأطراف والأذنين والذقن يميل لونهما إلى الأبيض.
كما نجد أن الأنثى تختلف عن الذكر بحويصلتها القليلة الانتفاخ (السميكة) والقرنين هما أيضا قليلة القوة وقليلة النمو (أو الطول) تصل إلى حدود 40 سنتمتر، وأطرافها قصيرة وقوية، حوافر رجليها الخلفية والأمامية مكسوة بالشعر (الزغب).

فالأروي يعتبر رائد الجبال الصخرية العالية والصعبة الوصول، مأواه يوجد على طول قمم جبل فزاز، سلول، بردوز، بوسكوران، وأورخيطان، في مأمن من جميع الإزعاجات، هذه الأماكن التي يفوق علوها 2500 متر والتي تسقط فيها الثلوج عدة مرات في السنة وذات البيومناخ الشبه الرطب، والنصف الجاف (القاحل) مع متغيرات باردة.
أما من حيث تنقلات التيس (الروي) داخل نطاق التواجد، فهي منتظمة حسب الفصول، في الشتاء خصوصا عندما تثلج ينحدر الحيوان إلى الأودية بحثا عن المأكل، حيث شوهد في الغالب في وديان تاردغال، تازيزاوت، أتربات، فيما يعد يعود إلى السفوح الساخنة لفزاز، سلول، أبردوز، ولبوسكوران. وفي الصيف يتجمم على السفوح الشمالية القريبة من المنابع المائية والأودية المظللة بظل الأرز، أو العرعار أو البلوط الأخضر، شعاع تنقله مرتبط بتوفر الطعام والطمأنينة. فالأروي  النباتات الخضرية، وبعض النباتات ذات البذور الطرية وسهلة الهضم، وأيضا النباتات الخشبية، فمثل الحلفاء، أوراق الأشجار والشجيرات لا يقتات عليها إلا في أوقات الذروة، هذا الحيوان يشرب عادة في الصباح الباكر أو بعد نهاية النهار، ويظهر أيضا أنه قادر على عدم أخذ شرب الماء لعدة أيام، ويشرب عادة في العيون القريبة جدا من القمم الجبلية ولا ينحدر إلى الأودية إلا إذا كان مرغما، كما يتفادى كثيرا النقط المائية التي يتوافد عليها الإنسان فهو حيوان قنوع للغاية.
كما يعيش الأروي في مجموعات عائلية صغيرة، والتي تتكون من ذكر وأنثى بالغين وصغارهم بأعمار مختلفة، فترة التزاوج التي تبدأ في أكتوبر تعطي فرصة لعراك شديد بين الذكور، والمنتصر ينصب زعيم القطيع بعد إزالته الذكور الصغيرة والضعيفة، تصطدم الذكور فيما بينها منحنية الرؤوس إلى الأسفل، مما يدفعنا إلى التساؤل بتعجب ما الذي يدفع الحيوان إلى ذلك هل شجاعة خصومه أو صلابة قرنيه. فقليل ما لا نسمع في هذا الوقت، الجبال ترن بهذه الاصطدامات. فالحمل يستغرق 154 إلى 161 يوم. فالأنثى تضع الحمل أو حملين وهو الغالب، في مكان جد آمن مختار من قبل، ابتداءا من أول يوم فالمولود الجديد قادر على الوقوف على الأرجل، وأن يتبع أمه على الأراضي الصعبة جدا، ولكن بصفة عامة فالأم تنعزل عن القطيع لمدة أسبوع تقريبا لرعاية نسلها (الحمل)، فالصغار تتبع أمها في جميع الأنحاء وتدافع عنها بشراسة عند الخطر، فهي تتغذى على حليب الأم خلال أربعة أشهر تقريبا، ولا يكون بالغا إلا بعد مرور ثلاث سنوات، ويستطيع العيش إلى حدود 15 عاما.
في حالة الاسترخاء أو الرعي فإن الذكر المسن في القطيع يقوم بمهمة الحراسة آخذا موضعا في قمم الصخور لمراقبة المحيط، فإذا تبين هناك خطر يهدد القطيع فإنه يصدر صوتا منفردا من أنفه الذي يعتبر إشارة للهروب، فمنذ سماعه هذا الصوت

فالقطيع بأكمله يركد بسرعة فائقة، فقط في فترة التزاوج فعند ذهاب الذكور في الطرقات بحثا عن الأنثى فإن هذا الحذر ينقص، في هذا الوقت بالضبط توضع له الأفخاخ في الطرقات الضيقة، ويمكن القبض عليه بسهولة،، فالمحترفون في الصيد على علم بهذه الفترة، فيستغلونها بشكل أوسع، كما أن رعاة البلدان المجاورة ينصبون أفخاخ يكون بعضها خطيرا حيث تؤدي إلى تشويهه بصفة عامة.
فمن الناحية المناخية فالأروي (التيس) حيوان المناطق الجبلية المعتدلة البرودة، لهذا فالأروي يهاجر نحو السفوح المشمسة الجنوبية الشرقية، لأنه لا يحتمل برودة العواصف الثلجية، ولا يعود إلى السفوح الشمالية الغربية في فصل الصيف، حيث تكون الحرارة ملائمة. داخل المحيط الطبيعي المنابع المائية قليلة وبعيدة جدا لهذا يستفيد هذا الحيوان من الرطوبة الليلية، وكذلك ندى الصباح التي تحتوي عليه النباتات المستهلكة، كل هذه العوامل جعلته لا يمر للشرب خلال عدة أيام، وهذا ما يفسر قناعته على العزلة والتكيف داخل الأماكن الصعبة التي تتيح له الطمأنينة والحماية.
ومما لاشك فيه أنه من بين الأسباب الرئيسية وراء انقراض عدد مهم من الحيوانات هو الإنسان، فما هي العناصر الأساسية في تراجع أعداد الأروي في منطقتنا؟
إن الصيد المنظم والغير المنظم، وكذا ضعف مراقبة الأسلحة النارية الغير المرخص لها، أضف إلى ذلك نصب الأفخاخ التقليدية من طرف الرعاة المحليين الذين يعرفون عادات هذا الحيوان كل هذه العوامل أدت حتما إلى تراجع إعداد القطيع، وإن استمرت هذه المضايقات سيختفي هذا النوع كغيره من الأنواع المنقرضة (غزال إغيس).
رشيد مبروك / سليمان بويا 

Aucun commentaire
Enregistrer un commentaire

Enregistrer un commentaire

NomE-mailMessage

Rechercher dans ce blog